وسوم: ,


عندما طمعتُ في مال المساكين!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بدأت القصة حين بحثتُ في مطبخ منزلي فلم أجد شيئاً صالحاً للأكل أو الطبخ! ولأن الوقت قد تجاوز التاسعة مساءً، وهو موعد استيقاظ عصافير معدتي التي لا تحب أن يتأخّر طعامها. لم أطل التفكير، قررتُ الإتصال بأحد المطاعم التي لديها خدمة توصيل للمنازل، وتشاغلتُ ريثما يصل الطعام

رنّ جرس الباب، ومددتُ يدي بشكلٍ آلي إلى محفظة النقود، وسطعت الفكرة في دماغي كالبرق في ليلة مظلمة: لم أسحب من البنك أية نقود، وقد دفعت آخر ما كان في المحفظة لمحطة البنزين! توقفت يدي في منتصف المسافة، والجرس يواصل الرنين!

لابد أن أكسب بعض الوقت. أخذتُ الطعام من العامل، وقال لي الحساب 20 درهماً فقلت له سأعود حالاً بالنقود! وأغلقت الباب، وعدتُ لأدور في الصالة كالفأر في المصيدة! لابد أنني وضعتُ نقوداً في مكان ما لايمكن ألا يكون في البيت أي مبلغ مالي . لمحتُ -وأنا أتلفّت- على طرف المنضدة علبة معدنية من حصالات الجمعيات الخيرية

لابد لي أن أتصرّف بسرعة! قلتُ في نفسي، سأفتح العلبة، وآخذ منها العشرين درهماً، ثم أذهب للبنك وأعيدهم. الوقت يمر سريعاً، والرجل ينتظر، وأنا أقف أمام الطاولة دون أن أجرؤ على مدّ يدي للعلبة. كلمتان فقط ملأتا المسافة بيني وبينها: (مال المساكين!)..

ثم تذكرتُ أن لدي حصالة فخارية كنت أضع فيها النقود بين فترة وأخرى ، فكسرتها، وأخرجت منها عشرين درهماً أعطيتها للعامل الذي لم يخفِ دهشته لكونها كلها بالعملات من فئة الدرهم!

وتناولتُ أغلى عشاء لي على الإطلاق، حيث كان ثمنه من أعصابي قبل أن يكون من مالي!

ولكني لازلتُ أتساءل! لو لم تكن هناك حصالة، هل كنتُ سأمد يدي على مال المساكين؟

ماذا كنتَ ستفعل؟

أوشال

أضف تعليقاً