وسوم:


ذكريات الحداثة – 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت صغيرة حلوة وعنونة (نفس اللي في “بابا فين” يقولون لها “مين الحلوة”) تدرون بقول القصة بالعربي الفصيح، وبحط لها توابل وبهارات 

كنت في الصف الأول الابتدائي أذهب إلى المدرسة بالباص الذي كان يقف أمام بيت عمّي. وفي العادة، كنت أخرج كل صباح أعبر الشارع، وأمشي أمام بيت جيراننا حتى أصل إلى بيت عمي. وكان في بيت جيراننا المقابل لمنزلنا (مثل كل القصص) ابن يكبرني بأعوام اسمه سعسع (مالكم خص في الإسم)، كان طيّب يعطيني كل صباح حلويات ولبان وأنا فرحانة (بالعربي متشققة، طارّة الحلج)

وفي يوم أغبر.. خرجتُ من المنزل، أغالب النوم الشديد، وأجر أقدامي جرّاً لأعبر الشارع. ورفعت رأسي لأتأكّد من خلو الشارع من السيارات مثل كل البنات الشطوّرات.. فإذا بعينين واسعتين تحدّقان بي، وأربعة أقدام تهرول نحوي….

..

..
بقرة!
نعم بقرة!

بقرة منطلقة بأقصى سرعة (توربو) ناحيتي، عندها وقفتُ أحدّق فيها وقد أذهلتني المفاجأة، فتجمّدتُ ولم أحرّك ساكناً، عندها سمعت صوت سعسع ينادي (أوشال اركضي.. اركضي..) وطبعاً التفتّ للجهة الأخرى كي أهرب، فإذا ببقرة ثانية تتجه ناحيتي أيضاً! في هذه اللحظة لم أتجمّد وأدركتُ أن البقر قد تآمر عليّ في هذا اليوم، وأن القطيع اتّفق على نطحي مهما كان الثمن، فألقيتُ بالحقيبة المدرسية على الأرض وأطلقتُ ساقي للريح ولكن المشكلة… إلى أين؟ ..

كانت البقرتان المتآمرتان تسدان علي طريق العودة لمنزلي، فما كان منّي إلا أن انطلقتُ في الشارع لا ألوي على شيء، ولحقتني إحدى البقرتين، كان خوار البقرة وصوت خطواتها خلفي يرفع نسبة الأدرينالين عندي إلى المليون ثم وصلتُ إلى نهاية الفريج، فعدتُ أدراجي والبقرة لازالت خلفي، لأرى الناس قد فتحوا أبوابهم ونوافذهم وقد أخذوا يضحكون إلى درجة أعجزتهم عن التقدّم لمساعدتي!

حين وصلتُ قريباً من منزلنا، كان سعسع ممسكاً بالبقرة الثانية يحاول أن يدخلها إلى الحظيرة ولكن ما أزعجني أنه كان يضحك مثل باقي الجيران شعرت بصدمة عاطفية قوية (واسعة صح؟ صف أول ابتدائي وصدمة عاطفية) لم أستطع التوقف عند باب المنزل، فاكملتُ الركض للجهة الثانية من الشارع وقد ((احتشر)) الفريج بصراخي وخوار البقرة خلفي، وحتى وصلتُ إلى نهاية الشارع من الطرف الآخر، فعدتُ مرة أخرى وهذه المرة، أنوي الدخول إلى المنزل بأي ثمن

وبالفعل، وصلتُ إلى منزلي وقد أعمى منظر ضحكات الجيران عيني،وأصمّ خوار البقرة أذني، أخذتُ أطرق الباب بهستيرية، حتى فتحوه لي، فانطلقتُ داخلة، متسخة الملابس، مشعثة الشعر وتملأ عيني الدموع محطّمة الفؤاد وبينما كانت أمي تحاول تهدئتي، إذا بنا نسمع جرس الباب، كان سعسع يعيد حقيبتي المنزلية..

وقد استفدتُ من الموقف هذا الدرس: “لا تثقوا أبداً في عيال الجيران اللي يعطونكم حلاوة!”

أوشال

تعليق واحد على “ذكريات الحداثة – 1”

  1. aPple.z علق:

    هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    والله نقعت من الضحك

    خخخخخخ

    تسلمين حوبيه

    احلى شي مال الشعر المشعشع looooL.Z

    ^^”

أضف تعليقاً