وسوم:


حرب العاشر من رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اليوم والتاريخ:10  رمضان 1393 (6-اكتوبر-1973)
طرفا النزاع: مصر في تحالف مع سوريا بدعم من بعض الدول العربية من جهة، ضد إسرائيل من جهة أخرى.

أهم نتائج الحرب:

  • لأول مرة ينتصر جيش عربي على إسرائيل ولو جزئياً
  • انهيار اسطورة خط بارليف
  • ارتفاع الروح المعنوية لدى الجندي العربي
  • انكشاف الدعم الأجنبي وبخاصة الأمريكي لإسرائيل

مقدّمة:
بعد نكسة 67، واستيلاء اسرائيل على سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية، قامت بتأمين نفسها مع جيرانها الأعداء، ولم تكن مرتفعات الجولان تمثّل مشكلة إذ أنها كانت صعبة الاقتحام من الجانب السوري، ولكن سيناء أرض منبسطة ومفتوحة، لذا قامت إسرائيل بتأمين نفسها في سيناء بما يسمّى “بخط بارليف”.

كان خط بارليف عبارة عن مانع مائي صناعي بعرض 200 متراً، عليه زيت يشتغل باستمرار، وعلى ضفّته الشرقية سدّ ترابي كثيف بارتفاع 20 متراً فيه قرابة الـ 35 حصنا مدفوناً في الأرض ومقاوم لقصف الطائرات والمدافع. تحيط بالخط حقول ألغام واسعة، وأسلاك شائكة كثيفة تدعمها منصات صواريخ مضادة للطائرات. وكانت اسرائيل تتفاخر بهذا الخط وتعتبر أنه لا يُقهر، وتتحدث عن أن مصر في حاجة للإستعانة بالخبراء الروس والأمريكان معاً لتتمكّن من اختراق هذا الخط وهذا لن يحصل أبداً.

مقدّمات الحرب:
اتّفقت مصر وسوريا بشكل سرّي على القيام بهجوم مشترك لتحرير سيناء وقطاع غزة والجولان وساعدتهم بعض الدول العربية من بينها السعودية حيث قدّم الملك فيصل قرابة الـ 600 مليون دولار كدعم لهذه الحرب. وكان مقرراً أن يتم هذا الهجوم في نهاية شهر أكتوبر من عام 1973. ولكن حصلت معارك بين إسرائيل وسوريا سقطت فيها 13 طائرة سورية في البحر، فطلبت سوريا من مصر التعجيل بالحرب، وفعلاً تم تقديم الموعد يوافق العاشر من رمضان عام 1393 والسادس من اكتوبر عام 1973.

أحداث الحرب:
بدأت المعركة في العاشر من رمضان بشكل مباغت لإسرائيل، وكان يصادف يوماً مقدّساً عند اليهود، وكان الكثير من قواتهم مسرّح، ولم يتوقّعوا هجوماً أبداً، إذ لم يسبق للدول العربية أن بادرت بالقتال من قبل.

في بداية المعركة حدثت انتصارات هائلة للعرب، وتمكّنت القوات المصرية من عبور خط بارليف في 18 ساعة فقط، بل والسيطرة على القناة في أقل من 40 ساعة وبخسائر لا تكاد تُذكر من الجانب المصري. وفي نفس الوقت تمكّنت سوريا من استرجاع مرتفعات الجولان. وأُخذت إسرائيل على حين غرّة

فوجئ الجيش المصري بالسهولة التي حدث فيها هذا الإنتصار الكبير. فقررت القيادة السياسة المصرية بقيادة السادات التوغّل لتحرير سيناء كاملة رغم معارضة القيادة العسكرية ممثلة في الشاذلي في تلك الفترة. وتركتهم اسرائيل يتوغّلون فعلاً في أراضي سيناء. ثم قامت بهجوم مضاد، دمرت خلاله 250 دبابة مصرية بقصف هائل من الطائرات الإسرائيلية التي لم تصمد أمامها الطائرات المصرية. وفي نفس الوقت، تقدّمت إسرائيل في الأراضي المصرية عبر قناة السويس فاتحة ثغرة سميت ثغرة الدفرسوار، واستطاعت أن تحاصر الجيش المصري الثالث، وتصل حتى الإسماعيلية، وهنّاك صدّتها المقاومة الشعبية الإسلامية، ولم تستطع إسرائيل أن تدخل الإسماعيلية.

أما في سوريا، فقد انهارت معنويات الجيش السوري مقابل الإنهيار الذي حدث في الجيش المصري، فانسحب الجنود تاركين مواقعهم في الجولان التي أعادت إسرائيل احتلالها مرة أخرى، وأخذت عليها 18 قرية سورية جديدة

وفي الواقع لم تُحسم الحرب كلياً، فقد حقق العرب انتصاراً جزئياً قابلته اسرائيل بانتصار جزئي مشابه. وكان من الممكن أن تنتهي الحرب لصالح العرب بشكل نهائي لولا الدعم الغربي لإسرائيل وبخاصة الدعم الأمريكي، التي أمدّت اسرائيل بعدد كبير من الطائرات لدرجة أنه أطلق على الأجواء بين إسرائيل وأمريكا بالجسر الجوي، حيث توالت الطائرات الأمريكية على الذهاب لدعم إسرائيل. وكذلك الدعم المعلوماتي عن تحركات الجيوش العربية التي كانت أمريكا تزوّد اسرائيل به.

ما بعد الحرب:
اجتمعت الدول العربية المنتجة للبترول في 17 أكتوبر 1973 (الموافق 21 رمضان 1393) وقررت خفض الإنتاج بنسبة 20% في المئة، تليها 5% كل شهر حتى تنسحب إسرائيل من سيناء بشكل تام ونهائي. كما قررت قطع إمداد النفط عن الدول التي تساعد إسرائيل وعلى رأسها أمريكا. ويعود الفضل الأكبر لهذا القرار للملك فيصل رحمه الله.

وفعلاً خضع العالم لهذا الضغط العربي، وانتهت الحرب بالقرار رقم 338 لمجلس الأمن الداعي لوقف الحرب وبدء المحادثات.

المصادر:
سلسلة تاريخ فلسطين والقدس لطارق السويدان.

أوشال

أضف تعليقاً