وسوم: ,


الروح واللحم والنسيان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في حديث سابق دار بيني وبين صديقتي علياء تطرّقنا للحديث عن جراح الروح ونعمة النسيان. وكان من بين ما قلته لها، واتفقتْ معي فيه، أن روحنا تشبه إلى حد كبير جلدنا الخارجي. فنحن قد نتعرّض لحادث يسبب لنا جرحاً تسيل معه دماؤنا، ويترك أثراً يتفاوت عمقه وما يسببه من ألم، ثم يندمل الجرح، ويخف الألم، وتختفي آثاره أو ربما لا تختفي.

ألا يشبه هذا ما يحدث مع أرواحنا؟

يجرحنا شخص، أو موقف، فنشعر بالألم، ونتقلّب في الفراش في أرق، نتمنى لو أننا قلنا هذه الكلمة، أو لم نقل هذه الكلمة، وتمر الأيام، وننسى الألم، وقد يبقى أثر هذا الشخص أو الموقف على أرواحنا، وقد لا يبقى. ولكن.. جراح الجسد أهون بكثير من جراح الروح، فنعمة النسيان تكون أنجع وأسرع مع جراح الجسد، ولكن.. قد يطول مداها مع جراح النفوس.

فكّر جيّداً قبل أن تجرح! فكم هي صعبة الجراح التي لا تسيّل دماً! ولكننا نُجبر على قبولها، على أساس أن الأصعب منها هو ابتلاع ألمها.

أوشال

أضف تعليقاً