ما كنتُ قبلكِ – للشاعر سُلاف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه القصيدة من أبدع ما قرأتُ لكثرة ما فيها من التصويرات الرائعة والعاطفة الرقيقة.. شكراً لك يا أستاذ سُلاف..
ما كنت قبلكِ ؟ مـاذا كنـت أفعلُـه؟
ما كـان قبلـك لـي قبْـلٌ أسلسلـه
|
والزعـم قبلـك لـي قبْـلٌ مغالطـةٌ
إلا علـى بعـض وجـه إذ يؤوّلُـه
|
لا وقـتَ إلا الـذي حبّيـك سجّلـه
وذاك عنـدي بـدرب العمـر أوّلـه
|
فأنـت توقـي إلـى روحٍ لتعْمُرَنـي
توقُ الفراغ إلـى الأشيـاءِ يشغِلُـهُ
|
ما العمـر دونـك إلا مـا يظـلّ إذا
من الوجود أختفـت شمـسٌ، تكلّلـه
|
هل كان قبل هوانـا ومـضُ بارقـةٍ
من النجومِ، ومـاذا كـان يشعلُـهُ ؟
|
أكـان للبـدر فيمـا كـان هالـتُـه
وما الذي من شعاع النـور يغزلـه؟
|
هل كان قبلك نورٌ في الفضاء؟ وهـل
ما كان مـن لازَوَرْدٍ فيـه أجملُـه؟
|
هل جرّبتْ أيُّ روحٍ مـا أحـس بـه
عمقـا لمـا كـانَ أو فيمـا أؤمّلُـهُ؟
|
ما كنت قبلك؟ إنـي لسـت أذكـره
لربمـا كنـت وهـمـاً لا أُخَيَّـلُـهُ
|
روحي وحبّك -ما عيشي إذا افترقا؟-
ألقَبْلُ والبَعْدُ فـي عمـري وأفضلـه
|
فجنتي (أنتِ) إذ من دون (أنتِ) أنـا
لي في الجحيم مـن التعذيـبِ أقتَلُـهُ
|
فهل لوصلـكِ مـن دربٍ فأسلكَـهُ؟
فمـا لـديّ لهـذا الوصـلِ أبـذُلُـهُ
|
فكـلّ قلـبٍ وجـودٌ لا حيـاة بــه
إن لم يكن في ثنايـا القلـبِ مرجلُـهُ
|
وكـلُّ عمـرٍ بقلـبٍ بـاردٍ جـدثٌ
تسري به الروح مـن حلْـمٍ يعلّلـه
|
حلْمٍ ولو فـي فيـافٍ مـن مخيّلـةٍ
حـبّ البـقـاء لإنـسـانٍ يُخَيِّـلُـهُ
|
يبقـى سـؤالٌ بـودّي أنْ أوجّـهَـهُ
إليـكِ سـمـراءُ لكـنـي أؤجّـلُـه
|
14 فبراير 2010 في الساعة 2:13 م
رااااائعة ، عميقة وتحتاج تركيز كبير ،،،،
أين أنتِ منذ نوفمبر ؟؟؟