وسوم:


القدرات الخارقة – 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

طلبتُ من ابنة أخي المراهقة أن تقوم بتشغيل المروحة، فقالت وهي تفعل ذلك: “ليت عندي قوى خارقة أتمكّن بها من تحريك الأشياء بفرقعة أصابعي!”

في الواقع لم تفاجئني هذه الرغبة كثيراً، فمن منّا لم يتمنّ أن تكون لديه قدرات هائلة يستطيع معها عمل الأعاجيب مثل الطيران بلا مساعدة خارجية وغيره من الخوارق؟ ولكن في الواقع ما أخافني هو التركيز على هذا الأمر في الإعلام الغربي الموجّه للأطفال بشكل خاص وإخراجها بشكل فنّي وبتأثيرات تروق للكبار. بل وأكثر من هذا، أن يوضع هذا في صورة (أعمال خير) في إطار فكاهي تحت مسمّى “السحر”.

هاري بوتر، سابرينا الساحرة المراهقة من أمثلة البرامج الموجهة للصغار، بينما يعدّ charmed مثلاً من المسلسلات الموجهة للكبار. وفكرة هؤلاء وغيرهم من الأعمال الغربية واحدة، فالأبطال سحرة “طيبون” يقومون بأعمال الخير، ويساعدون الآخرين، ويخضعون لقوانين صارمة في استخدام قواهم السحرية ضد السحرة “الأشرار”. وهكذا فالأبطال أشكالهم تؤثر في الإنسان وأعمالهم من النوع الذي يروق للنفس التي تميل لعمل الخير، وتشبع قدراتهم “السحرية” الخارقة رغبة الإنسان في امتلاك القوة الهائلة.

التسمية مقلقة جداً، فمفهوم السحر في الإسلام يعدّ معصية وذنباً هائلاً. وبرغم أن الأساطير والحضارات القديمة تصوّر السحرة على أنهم عصاة يستحقون الموت حرقاً، إلا أن بعض القصص قد يجنح إلى وجود السحرة الطيبين، مثل ساحرة سندريلا الطيبة التي ساعدتها في الذهاب إلى حفلة الأمير.

ابنة أختي الصغيرة أخبرتني أن إحدى صديقاتها صارحتها برغبتها أن تصبح “ساحرة” حينما تكبر، وهي رغبة وإن بدت بريئة في الظاهر، إلا أن تنمّ عن تأثر كبير بالأعمال الغربية المشبوهة من أفلام ومسلسلات وقصص.

ولكن.. نعم هناك “ولكن” 🙂  سأخبركم عنها في الجزء الثاني إن شاء الله. 😉

تحياتي

أضف تعليقاً