وسوم:


أنقر أنقر أنقر..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يومي كان طويلاً، وأتصور أن كل يوم أحد يكون بهذا الطول، ربما لأننا نكون قد اعتدنا على الراحة خلال نهاية الأسبوع، فيأتي يوم الأحد ليعيدنا إلى رشدنا وحقيقة أن العمل ينتظرنا 😛

في الحقيقة، أنا من الأشخاص الذين لا يُحسنون التعامل مع الكومبيوتر باللغة العربية! ولا أقول هذا افتخاراً، ولا أدّعي أبداً أنني أتقن اللغة الانجليزية أفضل من العربية، ولكني دائماً أتساءل عمّن يترجمون المصطلحات، إذ يبدو في غالب الأحيان أن من يترجم يقوم بجلب كلمات إما أن تكون غريبة غير معروفة، أو تكون قد اندثرت ولا يستخدمها أحد.. وبين هذا وهذاك، تكون ترجمة حرفية بما قد يخل بالهدف في كثير من الأحيان. على وجه العموم هي أشبه بالطلاسم التي تحتاج لذكاء وخبرة لفك شفرتها!

حين أفتح الإكسل أو الوورد وأجد القوائم العربية، والله لا يسعفني في العثور على ما أريد إلا أنني بالفعل أحفظ مواقع الاختيارات التي أريدها، لذا أظل أحوم حولها حتى أضغط على الاختيار الصحيح، وأحياناً أقوم بترجمة حرفية فأجد الاختيار. وفي تسع مرات من العشر أقوم بتغيير الواجهة للانجليزية لاستعجالي.

ومن طرائف الترجمات، أننا اعتدنا في عالم تقنية المعلومات أن نترجم كلمة (click) بـ (أنقر) أو (نقرة) ولطالما أضحكتني هذه الكلمة برغم أنني استخدمها كثيراً، بل إن مترجم القوقل يترجمها هكذا.. نقرة.

واليوم وبعد ان انتهى يومي الطويل، جلست في مكتبي وقد أنهكني التفكير لمدة طويلة حقاً.. (ما أتعس يوم الأحد هههه) فجلبتُ لنفسي فنجان نكسافيه برغم أنني لستُ من هواة المنبهات على الإطلاق، وجلستُ أتصفح النت، فوجدتُ اعلاناً بالصدفة تضمّن هذه العبارة (طقطق هنا لتقديم الطلب عبر الإنترنت)..

وللحظة تخيلتُ طبلة أو دفاً بحكم أننا في الخليج نُطلق على من يقوم بالتطبيل لقب (طقاّق وطقاّقة) وبعد فترة بسيطة اكتشفت أن المقصود هو (click), قد أُتهم بالجنون، ولكني وجدتُ كلمة طقطق أقرب إلى click التي تحمل في طيات حروفها جرس موسيقى صوتها. النقر يذكرني بالغربان.. وأتخيل غرابين ينقر أحدهما رأس الآخر.. lol

فجئتُ أحدّثكم بما مر بي.. وتذكرتُ شيئاً أخبرني به أحد زملائي الكرام في العمل، يقول أنه تحدث (إما هو أو شخص يعرفه) مع صديق له يعمل في شركة للسيارات، وأخبره أنه الترجمة العربية لدليل المستخدم فقيرة، فقال له أن الدول الأخرى مثل ألمانيا وفرنسا واليابان تقوم بطلب الترجمة وتنقيحها بخبراء لغويين لديهم، لذا يوجد في غالب السيارات من ضمن خيارات اللغة هذه اللغات، بينما لم يصلنا أي طلب من أي دولة عربية فقمنا بالاجتهاد في إنشاء الدليل العربي وهو يوزّع مع السيارة منذ سنوات ولم تصلنا شكوى واحدة.

آه.. بما أنني أفضفض.. فللأسف، نحن كل مجمع لغوي في صوب ههههه ولم نتفق حتى الآن على كيفية كتابة حرف ال (g) كما في كلمة (good)، فكيف يمكننا أن نتفق على مسألة حياة أو موت مثل انقر أو طقطق؟

اللغة العربية لغة غنية جداً، ويمكن بسهولة استنباط ألفاظ مفهومة وواضحة وتؤدي الغرض حتى بالنسبة لبرامج الكومبيوتر غير العربية..

ما رأيكم؟ ما هو دورنا؟ وهل هناك أمل؟

تحياتي

أضف تعليقاً