وسوم: ,


أنا الشعب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في إحدى المسرحيات يُسأل عامل القهوة: “هل تفهم في السياسة؟” فيجيب بثقة وقد رفع رأسه باعتزاز: “أنا الشعب!” ..

ولا أدري لماذا يخطر في بالي هذا الحوار كلّما سمعت كلمة (القاعدة) في الأخبار. هذه الكلمة التي تحوّلت ما بين ليلة وضحاها إلى عنوان القاموس الأسود للإرهاب في العالم على ذمة بوش الإبن!

الغريب أنه في الولايات المتحدة الأمريكية -العدو الأكبر في هذا العالم للشعوب الحرة والمنظمات التحريرية- تعتبر لعبة (كرة القاعدة) اللعبة الأكثر شعبية، متفوقة بذلك على كرة القدم اللعبة الشعبية في العالم كله، مفارقة عجيبة.

تنظيم القاعدة هذا “متهم” بكل صغيرة وكبيرة تحدث ي أي مكان، فإذا انفجرت حافلة للأمريكان في العراق كان خلفها القاعدة، وإذا تحطمت طائرة في المغرب كان وراء تحطمها القاعدة، وإذا نبح كلب على يهودي في سيريلانكا كان وراء هذا العمل المشين تنظيم القاعدة.

في البداية خيّل إلي أن تنظيم القاعدة هذا –بغض النظر عن صحة مساره من خطئه- كالأخطبوط ذي الألف ذراع، يمتد نفوذه إلى كل مكان، ثم بدأت اتهامات الأمريكان تشطح بشكل بعيد كل البعد عن المنطقية، فكل هذه الأحداث المتهمة بها “القاعدة” تحتاج إلى إمكانات تفوق ما تتمتع به “القاعدة” فعلياً كتنظيم!

إذاً لابد أن هناك “قاعدة” أخرى يقصدها الأمريكان غير (كرة القاعدة) وغير (تنظيم القاعدة). نعم قاعدة أخرى متوعَّدة بالتدمير، وربما كان الأمر بالمعيّة، فبينما يتم تدمير تنظيم القاعدة يتم تدمير هذه القاعدة الأخرى في نفس الوقت.. القاعدة المقصودة في الواقع هي: قاعدة الهرم!!

نعم، قاعدة الهرم. فكل دولة لها حاكم، وبها محكومين من الشعوب فإذا كانت الدول أهرامات، وإذا افترضنا أن قمة الهرم هو الحاكم، فمن سيكون في القاعدة عندها؟ صحيح أحسنت.. ستكون الشعوب في منطقة “القاعدة”.

أمريكا في الواقع حين تتوعد “القاعدة” فهي تتوعد كل “شعب” مسلم يقبع في “قاعدة” الهرم.. إذاً نحن “القاعدة”!! وسواء أكنتُ تؤيد تيار القاعدة أم لا، فأنت بالنسبة لبلد العم سام قاعدي بالثلاث، (يعني مافي فايدة نتحول إلى أحماض في يوم من الأيام).. أليس هذا أكثر منطقية من أن يكون تنظيمٌ محدود الإمكانيات وراء حرب المئة العام التي يكاد يتهم بها؟

ومن يدري.. قد يُتهم بها.. أو نُتّهم بها!!

أحييكم أنا..
أنا الشعب 🙂

أوشال

أضف تعليقاً