وسوم: ,


بين الدعسوقة والقاطور!

في أحد أيام رمضان المبارك، وأنا أقلّب القنوات، استرعت انتباهي احدى القنوات الفضائية وقد عرضت برنامجاً علمياً أمريكياً عن التماسيح، وكنتُ قد أخفضتُ صوت التلفاز واكتفيتُ بقراءة الترجمة، فإذا بكلمة تتكرر: (القاطور)، فقلتُ في نفسي.. ماهو القاطور؟ رفعتُ الصوت فإذا بها ترجمة (alligator) وهو نوع من التماسيح!

عدتُ أخاطب نفسي: ما حكاية القاطور إذاً، لعلها ترجمة دقيقة للكلمة. فضولي قرصني، فبحثتُ في أمهات المعاجم، ولكن لم أجد أصلاً لهذه الكلمة العجيبة (القاطور) في لسان العرب ولا في المعجم المحيط ولا الوسيط في نفس الوقت وجدتُ كلمة (تمساح) فيها جميعاً وفي غيرها.

عندها ظهرت علامة استفهام ملأت الغرفة: ماهذه الترجمة التي يحتاج الإنسان إلى ترجمة كي يفهمها؟ ما ضرّهم لو كتبوا تمساح؟

ربما عاش المترجم فترة في الولايات المتحدة حيث يقولون (gator) اختصاراً للكلمة، وأحبّ أن يضع لها كلمة مقابلة في العربية فلم يجد أقرب من “قاطور” العجيبة! ومن يدري؟ ربما كانت من وحي الساعة وهو يترجم البرنامج.

ألا تتفقون معي أن الغرض من الترجمة هو توضيح الغامض (وهو لغة أخرى).. فلم يزيدونه تعقيداً ويقحمون كلمات تكاد تكون من تأليفهم، حتى ليكون استماعنا للإنجليزية أوضح من قراءة الترجمة!

بقيت الدعسوقة.. هذي عاد عليكم 😛

تحياتي

أضف تعليقاً