وسوم: ,


إبنة عمي والمجتمع!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

خرجتُ قريباً مع ابنة عمي لنقضي اليوم سوّياً، وهي شخصية متميزة، ذات قلب طيب للغاية.

كنتُ أنا أقود السيارة، بينما جلست إلى جانبي نتحادث حتى وصلنا إلى المكتبة. وبعد أن انتهينا عدنا للسيارة، فصعدتُ أنا و أسرعت بتشغيلها لأتمكن من تشغيل المكيف، بينما فتحت ابنة عمي الباب المجاور للسائق و لم تصعد إلى السيارة بل ظلّت واقفة.

انحيتُ قليلاً و ناديتها: “فلانة ألن تصعدي”، لم تجبني، ولكنها كانت تنظر في اتجاه محدد. نظرتُ إليه، فوجدتُ طفلاً يحمل زجاجة مياة غازية فارغة. رفعتُ صوتي وسألتها: “ما الأمر؟”، لم تجب لفترة غير قصيرة ثم دخلت السيارة أخيراً وأغلقت الباب دون أن تحرك ناظريها عنه، فسألتها مجدداً: “ما الأمر؟” فقالت: “أردتُ أن أحذر هذا الطفل من كسر هذه الزجاجة كما أردتُ أن أطمئن إلى أنه سيلقي بها في سلة المهملات”. لا أنكر أنني نظرتُ إلى ابنة عمي نظرتي إلى قادم من المريّخ و لكني لم أقل شيئاً و انطلقنا.

بينما نحن في الشارع، توقفت إلى جانبنا سيارة يجلس أطفال في المقعد الخلفيّ منها، وكان أحد الأطفال يُخرج رأسه و يديه من النافذة، ففتحت ابنة عمي نافذتها و أشارت له محذرة بصوت عال، لا أنكر أنه أزعجني و أخافني أنا قبل الطفل   ثم أغلقت النافذة، وتابعت حديثها قبل أن نتوقف إلى جانب سيارة الأطفال :O

في طريقنا للعودة وأثناء مرورنا بين المنازل في إحدى المناطق السكنية مدّت يدها فجأة وضغطت على زمّور السيارة أمامي! فسألتها: “ماذا هناك؟” أشارت إلى طفلة تقود دراجة ثلاثية العجلات على جانب الطريق و قالت: “أردتُ أن أخيفها كي تنتبه إلى الشارع”!! 😉

أنا أحب مجتمعي بل و لعلّني بحكم أنني أعبرّ عن نفسي كتابةً، كتبتُ الكثير من المواضيع التي تدور حول المجتمع. و لكن تصرّفات ابنة عمي البسيطة جعلتني أشعر بالضآلة. فأنا أشعر بالانتماء لهذا المجتمع، بينما كانت ابنة عمي تفعّل هذا الانتماء ليصبح سلوكاً ظاهراً، و تصرفات مؤثرة.

بعد أن أوصلتها لمنزلها و عدتُ إلى منزلي، و عندما أوقفت السيارة في الموقف المخصص لها، نظرتُ إلى حارتنا حولي، و أنا أتساءل: كم من الأمور ستتغير في هذا المجتمع لو فعل الجميع مثل ابنة عمّي؟

تحياتي

أضف تعليقاً