لماذا فاز أوباما؟

8 نوفمبر 2008

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في أغسطس الماضي، حينما كنتُ في ولاية فلوريدا أشاهد إحدى الخطب السياسية للمرشح ماكّين، طُرح موضوع الرئاسة الأمريكية للحوار بين أفراد أسرتي، فقلتُ حينها: سأتفاجأ كثيراً لو فاز أوباما، ولكنه لو فاز لا أتوقع أنه سيخرج كثيراً عن السياسة الحالية المرسومة للولايات المتحدة. وقد حدث أن فاز.. وقد فوجئت كثيراً   😕

لماذا فاز أوباما؟..  هل لأن المرشّح المقابل له كان عجوزاً مصاباً بالسرطان وله تصريحات سياسية داعية للحروب؟ أم أنه فاز ليعيد فوزه ماء الوجه للديموقراطية الأمريكية التي فقدت الثقة في نزاهتها بالتشكيك المستمر لدى الأمريكيين أنفسهم في فوز جورج بوش الإبن.. ليقنع العالم أن الانتخابات الأمريكية حرة ونزيهة ولا تخضع لأي ضغوطات سياسية؟ أم أن أوباما قد فاز لأن الأمريكيين وجدوا في سياسته ما يعد بالإصلاح الاقتصادي والسياسي وغيره..

الغريب، أن الأقلية السوداء في الولايات المتحدة تنظر لأوباما على أنه انتصار لسنوات من الاضطهاد والعنصرية تعرّضوا له، والحقيقة أن أوباما مهاجر للولايات المتحدة ولم يتعرض فعلياً للإضطهاد ولا العنصرية.. بل هو في الحقيقة أقرب لأي مهاجر أبيض من ألمانيا أو بريطانيا منه للأمريكيين السود في رأيي، لذا لم أفكّر في أوباما لمرشّح أسود في الحقيقة، ولكني كنتُ أنظر إليه كمرشح مهاجر.

الولايات المتحدة شئنا أم أبينا هي قوة القطب الواحد في هذا العالم، وهي دولة قوية عسكرياً وسياسياً و-بشكل أو بآخر- اقتصادياً، لذا أجد أن رئيس الولايات المتحدة في الواقع هو قائد العالم.. لذا أتمنى أن يكون أوباما صادقاً في ما وعد به من الاصلاحات الداخلية للولايات المتحدة وأيضاً في سياسة الولايات الخارجية خاصة -وهو ما يهمّني- في منطقة المشرق العربي والإسلامي..

وسأنهي هذه الأفكار بسؤال سألني إياه أخي الفاضل البرق: “أتذكرون كيف فرحنا قبل ثمان سنوات بانتصار بوش الإبن على آل قور؟”.. أتذكرون؟

هي خربشات ما بعد الثانية عشر من ليلة الجمعة.. فسامحوني 🙁

تحياتي

أوشال

شيء من الحكمة .. في زمن الخيبة!

11 أكتوبر 2008

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

التطوّر الإنساني على هذه الأرض غير محدود، فما أن يجد الإنسان شيئاً ما حتى يتحول زمنه وعصره إلى ثورة! فانتقلنا نحن البشر من عصور متعددة ولعل أقربها لنا، عصر الطاقة، عصر الثورة الصناعية، وعصر المعلومات، وقد حدّثتني أختي في الأسبوع الماضي عن محاضرة حضرَتْها في أحد المؤتمرات، حيث توصّل المحاضر إلى أن عصر المعلومات قد انتهى فعلياً ونحن نعيش الآن عصر المعرفة.. أو “عصر الحكمة”.

إذ لم تعد المعلومات تهمّنا -وأعني بنا المجتمع الإنساني ككل- بقدر أهمية ما يمكن أن نفعله بهذه المعلومات، وهكذا حيثما ولّينا وجوهنا في فضاء الإنترنت نجد حولنا انصهاراً للمعلومات بين وجهات متعددة، سواء أكانت أشخاص أم شركات صغيرة أم شركات عملاقة.. ولم تعد هناك أهمية للإختراعات بقدر أهمية مقدار تأثير هذه الإختراعات على الجنس البشري..

العالم كلّه يعيش هذه الطفرة المعرفية الهائلة، وتحوّلنا كلّنا فيها إلى أشخاص فاعلين بشكل أو بآخر، وأتحدّث هنا -بحكم التخصص- عن الإنترنت تحديداً. ثم نسمع فجأة.. هكذا بدون أي مقدّمات عن حرب طائفية إنترنتية نالت مواقع مشايخ وعلماء بل ووصلت إلى إحدى القنوات الإخبارية.. ولا يعنيني في هذا الصدد من هو البادئ ومن هو المتسبب، بل ما يعنيني هو أن هذه الحادثة تعكس حوادث شبيهة أخرى أبطالها من العرب بشكل خاص والمسلمين بشكل عام.

حين نتحدّث عن عصر الحكمة، فأي حكمة هذي في إتّباع أسلوب أقل ما يُقال عنه أنه همجي وطائفي ومؤسف في قمع الآخر وكبت الآخر ومسح الآخر من على صفحات الانترنت! ما هو العائد الحقيقي على البشرية من اختفاء هذا المخزون الهائل من المعرفة بغض النظر عن صحّتها أو تطرّفها في رأينا أو رأيهم. نسبة المحتوى العربي في الانترنت حسب أعلى الإحصائيات لا يتعدّى 2% نعم يا أحبتي 2% وكما نعرف جميعاً لغة الانترنت هي لغة المصادر الأغنى، وهي الآن الإنجليزية لأن المصادر الموجودة في الإنترنت هي باللغة الإنجليزية، وليس فقط لأن الإنجليزية في عصرنا هي لغة العلم. يمكننا المنافسة.. نحن كتلة هائلة من العرب أصحاب الأفكار والقيم والأسمى من ذلك المعتقد الإسلامي الراقي.

الإنترنت لا يملكها أحد.. ولكننا نملك أن يكون لنا تواجد يعكس حضارتنا وفكرنا ورقيّنا.. ومن هذا المبدأ أدعو إخواني وأخواتي من جميع المذاهب إلى نبذ حرب الإختراقات، لي في عالم الإنترنت أكثر من 10 سنوات، لم أسمع فيها عن حرب طائفية طالت اكثر من مئة موقع إلا بيننا 🙁 دعونا نختلف.. ونقبل اختلافنا، ونتحاور بالحجج لا بالقمع الفكري والإرهاب النتّي بالاختراقات التي لا تعود علينا ولا على أمتنا  بالفائدة.

ليكن شعارنا من الآن.. “من إجل إثراء المحتوى العربي”.. لا للهدم .. لا للقمع الفكري.. نعم لحرية التعبير.. نعم لحرية الحوار!

وكما أقول دائماً.. الإختلاف لا يعني الخلاف.. أبدا!

تحياتي
أوشال