وسوم: , ,


قلة أدب الأدباء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يُقال على سبيل النكتة أنه توقّفت سيارة راقصة مشهورة عند إحدى الإشارات إلى جانب سيارة أحد الأدباء. وكانت سيارتها فارهة وعلى أحدث طراز بينما كانت سيارة الأديب أقرب للخردة منها للسيارة، فصاحت الراقصة: “أيهما أفضل يا فلان أفندي: الأدب أم قلّة الأدب؟”..!
وعلى مدى أعوام ظلّت هذه النكتة تقفز إلى ذهني كلّما سمعت كلمة “أدب” أو “أدباء”. وفي الواقع.. إن من يحتك بعالم الأدباء والمفكرين يجده في الواقع عالماً قليل الأدب! فما الرقيّ المعطى لهذه الطبقة من المجتمع إلاّ قشرة هشّة لتغطية عيوب بعض أفراد هذه الطبقة.

بعض الشعراء يتشدّق بأن قصائده ليست من بنات الأفكار والخيال، ولكنها مبنية على علاقات متعددة واقعية! وكأن ما حرّمه الله على سائر عباده قد أُحل له! وبعض الأدباء لا يجد غضاضة في الحديث الهاتفي مع أفراد الجنس المخالف تحت شعار العلاقات العامة. وبعضهم يبرر هذه العلاقات بأنها تفريغ لطاقة عاطفية هائلة توجد عند الأديب والشاعر والكاتب ولا توجد عند غيره. وأتساءل ما رأي خياطي الملابس النسائية في هذا الموضوع!

أخبرتني أختي أنه كان أحد الأدباء يكتب في مقهى عام حين مرّت عليه سيدة. وقد بدت متهللة أنها تقابل هذا الفطحل شخصياً وما إلى ذلك.. فقام وحياها وسلّم عليها بالمصافحة والقبل، ثم عاد وجلس يكمل الكتابة، ولما تكرر الموقف أكثر من مرة، تساءلت: هل يعطي الأدب الأدباء حصانة فوق العادات والتقاليد والدين؟ وهل يعني أنه من حق الأديب ما لا يحق لغيره؟ لا نتكلم هنا عمّا يكتبه الأدباء ولا عن حياتهم الخاصة، ولكن عمّا يفعله بعض الأدباء باسم الأدب وتحت مظلّة الثقافة. ألا ترون معي أن صورة متحررة سلبية كهذه، تسئ للبعض الآخر من الملتزمين فكرياً وأخلاقياً.

إن من يتعرّف على الأدباء قبل أن يحترف الأدب، قد لا يفكّر في احترافه أبداً، بسبب وجود بعض النماذج السيئة التي يسئ اسمها للأدب. وقد احتككتُ ببعض الأدباء والشعراء من الجنسين، فوجدتُ أكثر من نصفهم يتصف بقلة الأدب في غياب شركاء حياتهم! وحدّث ولا حرج عن الخلافات بين الأدباء والتي يُفترض أن تكون على جانب عظيم من الرقيّ والموضوعية، حيث تجدها تنحط إلى ماهو أدنى من ألفاظ رجل الشارع العادي، وكأن البلاغة اللفظية ما هي إلا وسيلة للتباري في النيْل من الآخرين.

أجد ظاهرة قلة الأدب في عالم الأدباء ظاهرة منتشرة للغاية، وهي ظاهرة مؤسفة فعلاً. ستقولون أنني متحيزة قليلاً، سأرد وأقول، كما نعيب الممارسات غير الإسلامية على بعض من يدل مظهرهم على الالتزام الديني، ، فإننا نعيب أيضاً على بعض الأدباء مثل هذه الممارسات، فكلاهما يقدّم صورة عن مجتمعنا، وكلّنا يرفض أن تكون هذه الصورة منحطة أو في أحسن الحالات.. مغلوطة!

أوشال

أضف تعليقاً